السبت , 20 أبريل 2024

الدرس الحادى والثلاثون | مختصر الشيخ خليل

بسم الله الرحمن الرحيم  صلى الله على نبيه الكريممختصر الشيخ خليل

درسنا اليوم هو الدرس الحادى و الثلاثون من :سلسلة دروس مختصر الشيخ خليل.
قال الشيخ خليل رحمه الله تعالى: {فَصْلٌ: نُدِبَ لِـقَاضِي الْـحَاجَةِ جُلُوسٌ وَمُنِعَ بِرَخْوٍ نَـجِسٍ، وَتَعَيَّنَ الْقِـيَامُ، وَاعْتِـمَادٌ عَلَـى رِجْلٍ وَاسْتِنْـجَاءٌ بِـيَدٍ يُسْرَيَـيْنِ وَبَلُّهَا قَبْلَ لُقِّـي الأذَى وَغَسْلُهَا بِكَتُرَابٍ بَعْدَهُ وسَتْرٌ إِلَـى مَـحَلِّهِ وَإِعْدَادُ مُزِيلِهِ وَوِتْرُهُ وَتَقْدِيـمُ قُبُلِهِ وَتَفْرِيجُ فَخِذَيْهِ وَاسْتِرْخَاؤُهُ، وَتَغْطِيةُ رَأْسِهِ وَعَدَمُ الْتِفَاتِهِ، وَذِكْرٌ وَرَدَ بَعْدَهُ وَقَبْلَهُ فَإِنْ فَاتَ فَفِـيهِ إِنْ لَـمْ يُعَدَّ}
——————————————–
{فصل} يذكر فيه آداب قضاء الـحاجة والاستنجاء والاستجمار وما يتعلق بذلك، وقسمه إلى ثلاثة أقسام قسم عام في الفضاء والكنيف وقسم خاص بالكنيف وقسم خاص بالفضاء، وبدأ بالأول فقال: {نُدِبَ لِـ}ذكر فحل لا خصي مثلا {قَاضِي الْـحَاجَةِ} أي حاجة البول {جُلُوسٌ} وتعين الجلوس للمرأة والخصي و في حاجة الغائط. {وَمُنِعَ} جلوس وإن لبول صوابه :كره {بِرَخْوٍ} مثلث الراء وهو المكان اللين {نَـجِسٍ وَتَعَيَّنَ الْقِـيَامُ.} أي ندب ندبا مؤكدا خوف تنجس ثيابه,
قال الونشريسي:
بالطاهر الصلب اجلس = وقم برخو نــــــجـــــــــــــــــــس
والنجس الصلب اجتنب = واجلس وقم إن تعكس
وصوب بعضهم الشطر الاخير بقوله : (و خيرن إن تعكس) .
{وَاعْتِـمَادٌ عَلَـى رِجْلٍ} يسرى ذكر الحطاب عن المدخل:أنه يتوكأ على ركبتها لأن ذلك أعون على خروج الفضلة، {وَاسْتِنْـجَاءٌ}أي إزالة النجو وهو الخبث {بِـيَدٍ يُسْرَيَـيْنِ} راجع لرجل و يد ، ويكره أن يستنجي بيمناه تكرمة لها ، وقوله: “يسريين” نعت لرجل ويد ويتعين قطعه عن التبعية لاختلاف العامل، و أستشكل بأن نعت النكرة الأول يجب إتباعه .
و قال العلامة يحظية بن عبد الودود -رضي الله عنه-: إن قَطْعَ نعت النكرة الأول عَدّْلُوهْ أَهَلْ لخْلَ واهَلْ لخْيَامْ (أي قطع نعت النكرة الأول الجن و الإنس) وقال : إن شدة الاختصار كالضرورة.
أشار بقوله : ” عَدّْلُوهْ أَهَلْ لخْلَ” إلى قول الجن:
وقبر حرب بمكانٍ قفرٌ = وليس قرب قبر حرب قبر
فقطعوا (قفرٌ) عن التبعية ل(مكان) وهي نعتها الأول ,
واشار بقوله: “واهَلْ لخْيَامْ” إلى قول الشاعر:
إذا ذكرتَ رجالاً في مناقبهم = لا تنس أوسا على جُردٍ أبابيلُ
فقَطَعَ “أبابيل” عن التبعية لـ”ـجرد” وهي نكرة,
{وَبَلُّهَا}أي اليد {قَبْلَ لُقِـيِّ الأذَى} أي قبل ملاقاتها النجاسةَ، لئلا يشتد تعلق الرائحة بها {وَغَسْلُهَا بِكَتُرَابٍ} من رمل وغاسول وما في معنى ذلك ممّا يزيل الرّائحة {بَعْدَهُ.} أي بعد لقي الأذى.{وَ} إدامة {سَتْرٌ إِلَـى مَـحَلِّهِ} أي الأذى ، بأن يديم الستر حتى يدنو من الأرض، وهذا إن أمن من نجاسة ثيابه و أَمِنَ سبق حدثه، وإلا رفع مالم يخف اطلاع غيره على عورته ، لأن ستر العورة واجب والتلطخ بالنجاسة مكروه.
قال بعضهم:
ستر إلى محله الضمير = يرجع للأذى ولا نكير
لا لمحل حاجة بلا اختلاط = إذ لا يفيد الستر حال الانحطاط
{وَإِعْدَادُ مُزِيلِهِ} أي تهيئته لأن طلبه في المحل يضحك الشيطان، و في الحديث “اتقوا الملاعن وأعدوا النبل”
قال في النهاية:النبل جمع نبلة كغرفة وغرف والمحدثون يفتحون النون والباء انتهى. وهي حجارة الاستنجاء .
{وَ}ندب{وِتْرُهُ}إن كان جامدا من ثلاثة إلى سبعة، وإلا بأن كان ماء فالمعتبر الإنقاء . {وَتَقْدِيـمُ قُبُلِهِ} عن دبره خوف تنجس يده بالبول، ما لم تكن عادته تقاطر قبله عند مس دبره. {وَتَفْرِيجُ فَخِذَيْهِ} تفريجا معتادا حال قضاء الحاجة والاستنجاء أو الاستجمار ، لأنه أبلغ في استفراغ ما في المحل {وَاسْتِرْخَاؤُهُ.} قليلا حال الاستنجاء لئلا ينقبض المحل على ما فيه من الأذى فيلزم على ذلك صلاته بالنجاسة ولربما خرج ذلك الأذى الذي انقبض عليه المحل فينجس ثوبه أو بدنه أو هما معا. {وَتَغْطِيةُ رَأْسِهِ} ولو بكمه : حياءً من الله أو خوفا من تعلق الرائحة بمسام الشعر ،أو لأنه أسرع لخروج الحدث ، وذلك لأنه إن لم يغط رأسه أصابه مرض يقال له اللوى يمنع الخارج.
قال بعضهم:
من لم يغط رأسه عند الخلا = فباللوى لدى الثمان يبتلى
وبالتمخط وبالتكلم = عليه أيضا يبتلى بالصمم
ويبتلى بصفرة الأسنان = بتفله عليه في ذا الشان
و كذا تندب تغطية الرأس عند الجماع كما في الحطاب
قال محمدن بن ميميه:
تغطية الرأس لها استحباب == عند الجماع قاله الحطاب
{وَعَدَمُ الْتِفَاتِهِ.} بعد جلوسه للحاجة ، لئلا يرى ما يعجله أو يخجله، وأما قبله فيندب يمينا وشمالا, ولا ينظر إلى السماء، ولا إلى ما خرج منه لأنه يورث صفرة الوجه ، ولا يعبث بيده. {وَذِكْرٌ وَرَدَ بَعْدَهُ} جبرا لما فاته من الذكر وقت قضاء الحاجة لامتناعه حينئذ وهو :بسم الله اللهم غفرانك (مرتان)الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني. ومن الوارد بعده أيضا : الحمد لله الذي سوغنيه طيبا وأخرجه مني خبيثا ، وبذا سُمي نوح :عبدا شكورا، ذكره الحطاب. ومنه أيضا : الحمد لله الذي رزقني لذته وأذهب عني مشقته وأبقى في جسمي قوته من غير حول مني ولا قوة {وَقَبْلَهُ} لأن المحل محل الشياطين فيستعيذ بالله من شرهم، وأما ما ورد قبله فهو: «باسم الله، اللّهم إنِّي أعوذ بك من الخبث والخبائث». وفي رواية زيادة: «الرّجس النّجس، الشّيطان الرّجيم».والخبث بضمة أو ضمتين جمع خبيث ذكر الشياطين، والخبائث جمع خبيثة أنثاهم. {فَإِنْ فَاتَ فَفِـيهِ} أي المحل {إِنْ لَـمْ يُعَدَّ} كالكنيف. و إنما قدم الشيخ قوله: “بعده” على قوله: “قبله” ليرتب عليه هذا الفرع. وفهم من كلامه أنه يقول الذكر المتقدم قبل وصوله إلى محل الحدث سواء كان الموضع معدا لقضاء الحاجة أم لا، فإن فاته أن يقول ذلك قبل وصوله إلى المحل قاله بعد وصوله إلى المحل إن لم يكن معدا لقضاء الحاجة.
إلى اللقاء في الدرس القادم إن شاء الله .
و كتب العبد الفقير إلى الله الغني به : عبد الله بن أحمد بن الب ، كان الله في عونه و والديه ، و رحم الله من قال ءامين.
المصدر: تدريس شيخنا العلامة الشيخ بن حَمَّ ، حفظه الله و رعاه وجزاه عنا بأحسن جزائه، ءامين ،

 

شاهد أيضاً

الدرس الثاني والستون | مختصر الشيخ خليل

الدرس الثاني والستون من سلسلة دروس مختصر الشيخ خليل.   وَأُمِرَ صَبِيٌّ بِهَا لِسَبْعٍ وَضُرِبَ …