الجمعة , 19 أبريل 2024

الدرس الخمسون | مختصر الشيخ خليل.

درسنا اليوم هو الدرس الخمسون: من سلسلة دروس مختصر الشيخ خليل.مختصر الشيخ خليل
وَبَطَلَ بِمُبْطِلِ الْوُضُوءِ وَبِوُجُودِ الْمَاءِ قَبْلَ الصَّلَاةِ لَا فِيهَا، إلَّا نَاسِيهِ وَيُعِيدُ الْمُقَصِّرُ فِي الْوَقْتِ، وَصَحَّتْ إنْ لَمْ يُعِدْ: كَوَاجِدِهِ بِقُرْبِهِ، أَوْ رَحْلِهِ، لَا إنْ ذَهَبَ رَحْلُهُ، وَخَائِفِ لِصٍّ أَوْ سَبُعٍ وَمَرِيضٍ عَدِمَ مُنَاوِلًا، وَرَاجٍ قَدَّمَ وَمُتَرَدِّدٍ فِي لُحُوقِهِ وَنَاسٍ ذَكَرَ بَعْدَهَا: كَمُقْتَصَرٍ عَلَى كُوعَيْهِ، لَا عَلَى ضَرْبَةٍ.
——————
{وَبَطَلَ} التيمم {بِمُبْطِلِ الْوُضُوءِ} من حدث أو غيره، ويزيد عليه أشياء،
قال شيخنا العلامة الشيخ بن حَمَّ –حفظه الله ورعاه-:
وشدة الحك التي قد تبطل == حك اليدا على سواها يا فلُ
والنص فيها عدم البطلان == إن شئت ذا فانظره في الثمان
{وَ}بطل{بِوُجُودِ الْمَاءِ} الكافي {قَبْلَ} دخوله في {الصَّلاَةِ} مع اتساع الوقت، ومثل وجوده تبين القدرة عليه كمن يتيمم معتقدا عجزه ثم تبين له في الحال أنه قادر عليه، {لاَ} بوجوده {فِيهَا} فلا يبطل بل يجب استمراره فيها ولو اتسع الوقت لدخوله بوجه جائز {إلَّا نَاسِيهِ} برحله ثم ذكره فإنه يقطع لتفريطه إن اتسع الوقت. {وَ} إذا وجده بعدها {يُعِيدُ الْمُقَصِّرُ} أي عن الطلب المأمور به {فِـي الْوَقْتِ} أي المختار {وَصَحَّتْ إِنْ لَـمْ يُعِدْ} لأن الإعادة في الوقت مندوبة، وإنما صرح بذلك للرد على ابن حبيب القائل: إن تارك الإعادة في الوقت ولو ناسيا يعيد أبدا وجوبا، ومثل للمقصر بقوله: {كَوَاجِدِهِ بِقُرْبِهِ} بعد صلاته فيعيد في الوقت لتقصيره إذ لو تبصر لوجده، فإن وجد غيره فلا إعادة {أَوْ} وجده في {رَحْلِهِ} فإن لم يطلبه بقربه أو رحله أعاد أبدا {لاَ إِنْ ذَهَبَ} أي ضل {رَحْلُهُ} بالماء وفتش عنه فلم يجده، {وَ} كذا يعيد من تيقن الماء الممنوع من الوصول إليه كـ{خَائِفِ لِصٍّ أَوْ سَبُعٍ} أوتمساح، فيعيد في الوقت بأربعة قيود: إن تبين عدم ما خافه بأن ظهر أنه شجر مثلا، وأن يتحقق الماء الممنوع منه، وأن يكون خوفه جزما أو ظنا، وأن يجد الماء بعينه، فإن تبين حقيقة ما خافه، أو لم يتبين شيء، أو لم يتحقق الماء، أو وجد غير الماء المخوف فلا إعادة، وأما لو كان خوفه شكا أو وهما فالإعادة أبدا.
قال بعضهم:
وخائف من لص أو من سبع == يعيد في الوقت بشرط أربع
تيقن الماء وبان العدم == ووجد العين وخوفا يجزم
وحيث ما يختل شرط لم يعد == إلا إذا اختل الأخير فالأبد
وخوفه ذاك من اللصوص == غلبة الظن على المنصوص
{وَ}كـ{مَرِيضٍ} أو مقعد {عَدِمَ مُنَاوِلاً} لتقصيره في الاستعداد إن كان لا يتكرر عليه الداخلون، وقال ابن ناجي: أن الأقرب أنه لا إعادة مطلقا على المريض الذي عدم مناولا سواء كان يتكرر عليه الداخلون أم لا، لأنه إذا لم يجد من يناوله إياه إنما ترك الاستعداد للماء قبل دخول الوقت وهو مندوب على ظاهر المذهب، وذلك لا يضر فلا إعادة مطلقا اهـ البناني. {وَرَاجٍ قَدَّمَ} تيممه على آخر الوقت، ثم وجد الماء الذي كان يرجوه فيعيد في الوقت لتقصيره، لا إن وجد غيره فلا إعادة {وَمُتَرَدِّدٍ} أي شاك {فِـي لُـحُوقِهِ} فيعيد في الوقت ولو لم يقدم عن وقته ولذا أخره عن القيد ( وهو قوله: “قدم”.) بخلاف المتردد في الوجود فلا يعيد مطلقا على المعتمد لاستناده للأصل، {وَنَاسٍ} للماء فتيمم وصلى ثم {ذَكَرَ بَعْدَهَا} فإنه يعيد في الوقت {كَمُقْتَصِرٍ} في تيممه {عَلَى} مسح {كَوعَيْهِ}فيعيد في الوقت لقوة القول بالوجوب إلى المرفقين. {لاَ} يعيد مقتصر {عَلَـى ضَرْبَةٍ} لضعف القول بوجوب الضربة الثانية. والمراد بالوقت في هذه المسائل: المختار.

وكتب العبد الفقير إلى الله الغني به عبد الله بن أحمد بن الْبُ . وكان مصدر هذا التدريس: تدريس شيخنا العلامة الشيخ بن حم -حفظه الله ورعاه-.

شاهد أيضاً

الدرس الثاني والستون | مختصر الشيخ خليل

الدرس الثاني والستون من سلسلة دروس مختصر الشيخ خليل.   وَأُمِرَ صَبِيٌّ بِهَا لِسَبْعٍ وَضُرِبَ …