الثلاثاء , 23 أبريل 2024

قصيدة رائعة للشاعر :محمد بن بتار بن الطلبه العلوي

(نداء حق النبوءة)

محمد ولد بتار ولد الطلبة
محمد ولد بتار ولد الطلبة

أحِين عفا رسمَ الوجودِ عَماءُ*** تُقِلُّك أرض أو تُظِل سماء؟!
أيحلو وقد مدَّ الجفاءُ رِواقَه*** على الأرض عيشٌ أو يطيبُ صفاء
إلى شَرَف الكونين تنبَح حولنا ***كلابُ الأعادي إن ذا لبلاءُ
إذا لم تُصِب معنى الحياة عقولُنا*** فما لحروف الكائناتِ بقاءُ
مُنادي حقوقِ الناس ضَجَّ به الفضا*** أما لحقوق الأنبياء نداء؟!
وهم من بني الإنسان صَفْوة ربهم*** وهم عنده الأخيار والأمناء
أليسوا أحق الخلق أن تُقْتَضَى لهم*** حقوقٌ إذا للحق كان قضاء؟!
بلى صرَّحتْ جَدَّاءَ لا ريبَ عندها*** ليبرحَ من كَيْدِ العدو خفاء
أيا رحمةً للعالمين ونعمة **** أُعِدَّ لها الأبرارُ والسعداء
حنانَك يا ذا العطف أَسْعِفْ بلَفْتَةٍ*** ليُنْعَشَ من هذا الوجود ذَماء
فأنت مَلاذُ الخلق ما خاب من له***إليك –وإن مُدَّ الرجاء- لَجاء
وأنت النبي الهاشمي الذي أتت *** به أمما من قبلنا البُشَراء
ومِنْ أنبياء الله من عهد آدم*** لِعهدِك مَغْبوطٌ بك الحُنفاء
تَلَقَّتْك أنداء السماء بمرحب*** وقُدِّمتَ والروحُ الأمينُ وراءُ
لك المعجزاتُ الباهرات التي عنا*** لها حكماء الأرض والبلغاء
ونُطْقُك نور يُجتَنى دُرُّ نظمه*** وصَمْتُك حسنٌ يُجْتَلى وبهاء
وفِعْلُك والتقريرُ والترك طاعة*** لِباغي الهدى فيها سنا وسناء
وسِيرتُك الغراء أحسنُ إسوةٍ*** وحُفَّاظُها للمؤتسين إِساء
إذا عَدِم المحرومُ بَرْدَ نسيمها*** فليس لأدواء الشقاء دواء
خُلقتَ كما شاء المُصَوِّرُ بهجةً*** وحُسْنُك من غير الكمال براء
وما عابَ من خَلْقٍ-على ما تقوّلوا- ***ولا خُلُقٍ أعداؤك الشعراء
وعند هِرَقْلٍ وَدَّ صَخْرٌ لو اهتدى*** لذَم ولكنْ للمقام إباء
وصحبك في سُبْل الهداية أنجم*** بجِذوةِ نور من هداك وِضاء
على كل إلف آثروك وهاجروا*** وأنت لهم من كل ذاك عزاء
يقولون “نحري دون نحرك”في الوغى*** وآباؤهم والأمهات فداء
وأنصار دين الله أبناء قَيْلَةٍ *** جنودك والآوُونَ والنقباء
بمحياهم ازدانوا وطاب مماتهم*** وبالنعمة الكبرى لربك باؤا
وجدت شعوب الأرض في جاهلية*** يُدبِّر فيهم أمرها الجهلاء
مِنَ الظُّلم عاداتٌ لهم مستباحة*** عُروضٌ وأعراضٌ بها ودماء
وقافلةُ الأحرار تغدو فتنثني*** رواحا ومنها أعبد وإماء
فأخرجتهم منها لبيضاء سمحة*** يُسَوِّي بها بين العباد سواء
بها العهد يرعى و الحقوق مصونة*** وأحرفُ أقلامِ القضاء رِواء
بِرحمتك الأعداءُ يَدعُون خِيفةً*** فترحم إذ لا يَرحمُ الرحماء
دعوتَ إلى الإسلام سِلْما فحاربوا*** وأحسنتَ في نُصْح لهم وأساؤا
ولو دخلوه وافرين أعَزَّهم*** ولكن عَدَتْهم عُدَّةٌ وعَداء
لك السِّحْرُ منهم والخيانة والأذى*** ومنك احتمالٌ للأذى ووفاء
فلما أبوا إلا جِماحا رددتهم*** بأركان عدل ما لهن كِفاء
فهذا قتيلٌ أوْبَقَتْه ذنوبه*** وذلك مكتوبٌ عليه جَلاء
وما لك من مَنٍّ عليهم ونِقمةٍ*** فلله فيه حكمةٌ وقضاء
وأوجَفْتَ خيلَ الله جُردا بأمره*** لِيُسْمِع صُمَّا من قناك دُعاء
لها أُحُدٌ مَجْرى وبدرٌ مَجالُها*** وموعدُها بالأبطحين كَداء
وآلُك في الهيجاء هم عُرضة اللقا*** وأنت من البأس الملِمِّ وِقاء
وأُبْتَ إياب الغانمين لطيبة*** عليك من الفتح المبين لواء
لك الله والدين الذي بك نصره*** وللقوم منها ثَروة وسِباء
فجاؤوك أفواجا إلى الله سعيهم*** وكلٌّ له فيما لديك رجاء
عليك صلاة الله يا أشرف الورى*** وتسليمه ما جَدَّ منك جَداء

شاهد أيضاً

ندوة تحت عنوان “نصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم”

نظم المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يرأسه الشريف الإمام الشيخ …