الأربعاء , 24 أبريل 2024

الدرس التاسع والأربعون | مختصر الشيخ خليل:

الدرس التاسع والأربعون: من مختصر الشيخ خليل:مختصر الشيخ خليل
وَلِمَرِيضٍ حَائِطُ لَبِنٍ، أَوْ حَجَرٍ، لَا بِحَصِيرٍ وَخَشَبٍ، وَفِعْلُهُ فِي الْوَقْتِ، فَالْآيِسُ: أَوَّلَ الْمُخْتَارِ، وَالْمُتَرَدِّدُ فِي لُحُوقِهِ أَوْ وُجُودِهِ: وَسَطَهُ، وَالرَّاجِي: آخِرَهُ، وَفِيهَا: تَأْخِيرُهُ الْمَغْرِبَ لِلشَّفَقِ. وَسُنَّ تَرْتِيبُهُ، وَإِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَتَجْدِيدُ ضَرْبَةٍ لِيَدَيْهِ. وَنُدِبَ تَسْمِيَةٌ، وَبَدْءٌ بِظَاهِرِ يُمْنَاهُ بِيُسْرَاهُ إلَى الْمِرْفَقِ، ثُمَّ مَسْحُ الْبَاطِنِ لَآخِرِ الْأَصَابِعِ، ثُمَّ يُسْرَاهُ كَذَلِكَ.
——————
{وَ} جاز {لِـمَرِيضٍ} وكذا الصحيح على الراجح {حَائِطُ لَبِنٍ} أي التيمم على حائط من طوب لم يحرق ولم يخلط بنجس أو طاهر كثيرين كتبن وإلا لم يتيمم عليه كما لا يتيمم على رماد {أَوْ حَجَرٍ} غير محروق. {لاَ} يجوز لمريض ولا غيره تيمم {بـــِحَصِيرٍ وَخَشَبٍ} ولا بحشيش، ونقل الحطاب عن الأبهري وابن القصار أنه إذا لم يقدر على قلعه يتيمم فيضرب بيديه الأرض وذلك عليها.
قال بعضهم:
تيمُّمٌ يباح بالنبات == وخشب على شروط تاتي
عدم غيره وضيق وقته == وعجزه عن قلعه فانتبه
قال محمد مولود “آدَّ”:
يا عاجزا عن الوضو لا تعجز == عن الثرى باشره دون حاجز
يمم صعيدا طيبا قفارا == لا بعر فوقه ولا كشكارا
فإن تعذر فخمسَك اتركِ == ورحْ تسر سير الإمام مالك
نعم إذا منعه النبات == ولم تجد وضاقت الأوقات
لك التيمم به إذًا على == ما رجحوا وإن تجد غيرًا فلا
يجوز قولا واحدا وعمدتي == في ذلك الحَطاب حبر مكةِ
ملخِّصًا كلام عد وزرا == خير الورى من المِلاح الكُبرا
ونجباء فاسٍ النقاد == قد سلموا ما قاله وزادوا
و”عج” ومن تبعه قد اعتمد == منع التيمم به لو انفرد
هذا كلام أمناءِ الرُّسل == وُرَّاثِهم حملةِ المسائل
أهلِ الفنون والقرون الأُول == فليقبل الناقد أو لا يقبل
{وَ}لزم {فِعْلُهُ فِـي الْوَقْتِ} بالنسبة للفرض، واختلف في النفل هل يشترط له دخول الوقت أم لا ، والفائتة وقتها وقت تذكرها، والجنازة وقتها بعد التكفين أو بعد تيممها الحاصل بعد التكفين إذا لم تغسل.
الأمير:
يا من بلحظ يفهم == أحسن جوابا تفهم
لِمْ لا يصح تيمم == إلا بإثر تيمم
من غير فعل عبادة == بالسابق المتقدم
ثم الوقت يختلف بحسب الأحوال {فَالْآيِسُ} من الماء أو من القدرة عليه يتيمم {أَوَّلَ الْمُخْتَارِ} لئلا تفوته فضلية أول الوقت، ولا يعيد إن وجد الماء. {وَالْـمُتَرَدِّدُ فِـي لُـحُوقِهِ أَوْ وَجُودِهِ} يصلي {وَسَطَهُ} أي المختار {وَالرَّاجِي} يصلي {آخِرَهُ}
قال بعضهم:
النصف للقامة أوَّلٌ وما == به تؤدى آخر قد عُلما
وبين ذين عينوه للوسط == وقت الصلاة بالثلاثة انضبط
وعزو ذا في عزوه إن تمترِ == ذكره في شرحه ابن حجر
وقال آخر:
وأول الوقت لنصف القامة == وءاخر بحسب التأدية
ووسطٌ ما بين ذين باقِ == فانظره إن شئت بعبد الباقي
{وَفِـيهَا} أي المدونة ما هو كالمناقض لما مر، وهو: {تَأْخِيرُهُ} أي الراجي {الْـمَغْرِبَ لِلشَّفَقِ} بناء على امتداد المختار له، ثم إن هذا الفرع ضعيف والراجح عدم تأخيره.
{وَسُنَّ تَرْتِـيبُهُ} بأن يمسح وجهه ثم يديه، فإن نكس أعاد يديه مالم يصل وإلا أجزأه {وَ} سن المسح من الكوعين {إِلَـى الْـمِرْفَقَـيْنِ وَ} سن {تَـجْدِيدُ ضَرْبَةٍ لِـيَدَيْهِ} وسنيتها لا تنافي فعل الفرض بها، لأنه فعل ببقية الأولى مجددةً، وبقيت على المصنف سنة رابعة وهي نقل ما تعلق بهما من الغبار بأن لا يمسح على شيء قبل أن يمسح وجهه ويديه فإن فعل صح على الأظهر ولم يأت بالسنة، فإن تعلق بهما ما يؤذي الوجه نفضهما نفضا خفيفا.
قال شيخنا العلامة الشيخ بن حَمَّ –حفظه الله ورعاه-:
من بيديه في التيمم مسح == قبل التيمم على شيء فصح
ذاك التيمم لدى التوضيح == وكم لدى التوضيح من توضيح
وفيه قولان لدى ابن الحاجب == ميسرٌ ذا عنك غير حاجب
{وَنُدِبَ تَسْمِيَةٌ} عند الشروع بأن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم على الأظهر أو باسم الله فقط.
قال الحسن بن زين:
ونُدب السواك للتيمم == والصمتُ ذكرُ ربنا المعظَّم
تسميَّةٌ كذاك الاستقبال == لا طاهر الموضع فيما قالوا
{وَ}في صفته {بَدْءٌ بِظَاهِرِ يُـمْنَاهُ} ماسحا لها {بِـيُسرَاهُ} بأن يجعل ظاهر أطراف يده اليمنى في باطن يده اليسرى ثم يمرها {إِلَـى الْـمِرْفَقِ} قابضا عليها بكف اليسرى {ثُمَّ مَسْحُ الْبَاطِنِ} أي باطن اليمنى من طي المرفق {لآِخِرِ الأَصَابِعِ} من اليمنى {ثُمَّ} مسح {يُسْرَاهُ كَذٰلِكَ} أي مثل ما فعل في اليمنى ثم يخلل أصابعه وجوبا كما تقدم.

وكتب العبد الفقير إلى الله الغني به عبد الله بن أحمد بن الْبُ . وكان مصدر هذا التدريس: تدريس شيخنا العلامة الشيخ بن حم -حفظه الله ورعاه-.

 

شاهد أيضاً

الدرس الثاني والستون | مختصر الشيخ خليل

الدرس الثاني والستون من سلسلة دروس مختصر الشيخ خليل.   وَأُمِرَ صَبِيٌّ بِهَا لِسَبْعٍ وَضُرِبَ …