الأربعاء , 24 أبريل 2024

الدرس الثالث والخمسون | مختصر الشيخ خليل:

الدرس الثالث والخمسون من مختصر الشيخ خليل:مختصر الشيخ خليل
ترجمة الحيض:
{فــــــــــــــــصل} في الحيض والكلام عليه من سبعة أوجه: لغةً، واشتقاقًا، ونوعًا، واسمًا، وعددَ الأشياء التي تحيض، وأول من حاض، واصطلاحًا.
فهو لغة: السيلان، يقال: حاض الوادي إذا سال، وأما قولهم: حاض الرجل إذا كذب فلم يوجد في كتب اللغة.
واشتقاقا: فهو مشتق من الحوض لأنه مجتمع الماء، كما أن الرحم مجتمع الدَّم، ويرده أن حاض يائية العين بدليل: يحيض.
وأنواعه خمسة: الدم والصفرة والكدرة والترِيَّة (وهي شيء يشبه غسالة اللحم) والقَصة. فالدم مانع اتفاقا، والقصة علامة طهر اتفاقا، وما سواهما مانع على المشهور خلافا لابن الماجشون مستدلا بحديث عائشة -رضي الله عنها-: (كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئا) أي لا تُعد حيضا، وقال غيره: معنى لا نعدهما شيئا أي علامة طهر، فالحاصل أن ما سوى الدم والقصة فيه ثلاثة أقوال: قيل: حيض وهو المشهور كما مر، وقيل: طهر، وقيل: ما في زمن الحيض حيض، وما في زمن الطهر طهر، وإنما لم ينص على الترية كما نص على غيرها: لأنها مركبة من الصفرة والكدرة فصار الحكم عليهما حكما عليها.
قال بعضهم:
واختلفوا في صفرة وكدرة == فقيل حيض وصفن بالشهرة
وقيل لا وبعضهم قد فصَّلا == في زمن الحيض كهو إلا فلا
وأسماؤه: خمسة عشر نظمها التتائي بقوله:
للحيض عشرة أسماء وخمستها == حيض محيض محاض طمث إكبار
عَرك عَراك دراك معْ أذى ضحكٌ == درس دراس نفاس قرء إعصار
قوله:”إكبار” قال تعالى: ((فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ)) أي حضن من أجله، وقيل وجدنه كبيرا. قوله: “عراك” كقوله:
أفي السِّلم أعيارا جفاءً وغلظة == وفي الحرب أمثال النساء العواركِ
قوله: “أذى” قال تعالى: ((قُلْ هُوَ أَذًى)) قوله: “ضحك” قال تعالى: ((فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ)) أي حاضت. قوله: “نفاس” قال صلى الله عليه وسلم لعائشة -رضي الله عنها- حين قامت عن سريره : أنفِستِ، أي حضت. قوله “قرء” أي حيض عند أبي حنيفة، قال تعالى: ((ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ)) قوله: “إعصار” كقول عمر ابن أبي ربيعة المخزومي:
وكان مجني دون ما كنت أتقي == ثلاثَ شخوص كاعبان ومعصر
يقال أعصرت الـمُزنة إذا قاربت أن تمطر، وأعصرت الجارية إذا دخلت في عصر الحيض.
واختلف هل هو خلقة في النساء تورث أو تعتادهن وهو المشهور.
وأما عدد الأشياء التي تحيض فقد نظمها بعضهم بقوله:
امرأة وفرس وضبُع == وحيَّة ووزغ خفاش عوا
وأرنبٌ وناقة ثماني == تحيض كلها بلا بهتان
تذييل لبعضهم:
وهذه الصفة أيضا جامعه == لكلبة وفيلة يا سامعه

وأول من ابتلي به -كما في صحيح البخاري-: نساء بني إسرائيل لأنهن كن يتخذن قوالب من خشب في المسجد يتطلعن بها على محاسن الرجال، فابتلاهن الله بتلك البلية فكانت سببا في منعهن من إتيان المساجد.
وأما قول بعض الطرر: أن أول من ابتلي به أمُّنا حواء حين أكلت الشجرة فغير صحيح للقول بنبوتها
قال السيوطي:
اختلفت في خَضِر أهلُ النقول == قيل نبي أو ولي أو رسول
لقمانَ ذي القرنين حوا مريما == والوقف في الجميع رأي العلما
واصطلاحا: فهو دم خرج بنفسه من قُبل مَن تحمل عادة، فقولنا بنفسه خرَّج دم النفاس لأنه خرج بسبب الولادة، وقولنا: من قبل خرَّج ما خرج من دبر أو من ثقبة، وقولنا: من تحمل عادة خرَّج دم أم سبع وأم سبعين.

 

شاهد أيضاً

الدرس الثاني والستون | مختصر الشيخ خليل

الدرس الثاني والستون من سلسلة دروس مختصر الشيخ خليل.   وَأُمِرَ صَبِيٌّ بِهَا لِسَبْعٍ وَضُرِبَ …