الجمعة , 19 أبريل 2024

محبة ببها

مقال للأستاذ العالم: محمدن بن امد بن أحمدُّمحمدن

نظم المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه ليلة الإثنين ١١جمادى الأولى ١٤٣٦هـ في ابير التورس ندوة في المديح النبوي ألقى فيها مستشار رئيس المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم السيد الأستاذ دادي بن أحمد بعض القصائد لبعض الأجلاء من العلماء والشعراء من أمثال محمد فال بن محمذن “ببها” ومحمذن بن علي وامحمد بن أحمد يورَ ومحمذن بن محمد فال “امي” وگراي ابن أحمد يورَ وحمدن بن التاه ومحمدن بن حمدي ومحفوظ بن الاجداد والداه بن محمد عالي، وقد طلب مني رئيس المنتدى العالمي لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم شيخنا الشيخ علي الرضا بن محمد ناجي حفظه الله ورعاه نشر هذه القصائد مع التعريف بقائليها، وتلبية لذلك فسأبدأ في نشرها ابتداء من اليوم مصحوبة بتراجم وجيزة للعلماء والشعراء المذكورين إن شاء الله تعالى، الله المستعان.

العلامة محمد فال بن محمذ بن أحمد بن محمد العاقل “ببها” :

ولد العلامة ببها سنة 1244 هـ / 1828 مـ ، وتوفي يوم عرفة من سنة 1334 هـ الموافق 1916 م، ولم أجد في ترجمته أبلغ من قول ابن أخيه العلامة الشاعر امحمد بن أحمد يورَ في مقدمة نفحة الياسمين: ” يقول الجامع للشرد، والمجموع في صورة المفرد، جيلم الظلام، وعيلم الأعلام … “، وقول حفيده العلامة محمدن بن محمد باب:

وببها إذا ذكرت فاسْمُهُ “” كاف لأنه شهيرٌ وسْمُــــــه

إن قلت عالم وقلت عابد “” وقلت ناسك وقلت زاهد

وقلت عارف وقلت ماجد “” فسوف تبقى بعدك المحامدُ.

وقد أخذ ببها العلم عن والده العلامة محمذ بن أحمد وغيره من علماء عصره، وأخذ العلم عنه عدد من العلماء منهم ابنه العلامة القاضي محمذن “اميي”، ومحمذ بن علي، وامحمد بن أحمد يورَ، وسيدي بن التاه، ومحمدن بن حمدي، ومحمد سالم بن الما ومحمد بن حمين وغيرهم، ولببها مؤلفات كثيرة من أشهرها: المسائل العشر في التوحيد، ودمية المحراب في نوادر التصريف والإعراب، ونظم حوادث السنين (الطواري) في السيرة، ونظم الآل (رب بطه)، وترياق اللسع في الرد على المسائل التسع (أجوبة اليعقوبيين)، ودالية الألغاز الفقهيه وشرحها، ونفحة الياسمين في الصلاة على أشرف المرسلين، والمواهب الأحدية في ذكر الشمائل المحمدية.

وقد اشتهر ببها بمحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويشهد لذلك ديوانه الشعري الذي غلب عليه المديح النبوي، وسننشر هنا قصيدتين له مشهورتين معبرتين عن محبته وحسن التجائه لله تعالى،

الأولى قوله يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:

سل الرسم عن أين انتوت حلل الرسم *** لدى منتهى الجرعاء من خبت تنورم

وبالخبت خبت المأمنين منازلا *** عفتها السواري من سُليم ومن نُعم

وسائل لدى الجماء دورا كأنها *** معاصم في أرساغها كِفف الوشم
وما إن عرفت الرسم إلا توهما *** توهم آيٍ قد بقين من الرسم
ووهميَ قاد العقلَ جهلا إلى الصبا *** وما قاد عقلَ المرء ويحك كالوهم
لأُدم الفلا صارت مرابض بعدما *** غدت مربعا للآنسات من الأُدم
عهدت بها هيفا مفانيق خُردا *** من اللاء يقتلن البريء بلا جرم
يعدن أخا الأشواق وعدا مُلجلجا *** ويحلُلن من ذي الحلم ويك حُبا الحلم
وفيهن مِجوال الوشاح ملولة *** تعاقب بين الوصل للصب والصرم
تغازله بالهزل طورا وتارة *** بجد يزل العصم عن معقل العصم
ألا عدِّ عن هند الهنود وعن نعم *** وسُعدى بني سعد وسلمى بني سلم
وشَمِّرْ ودع عنك الصبابة جانبا *** وجَرِّدْ لمدح المصطفى صارم العزم
وعبر عبارات تلائم وصفه *** وإياك والتعبير بالندب والقرم
ولا تغترر جهلا بأمداح غيره *** فأنى لنجم الأرض نيل ذُرى النجم
فإطراء غير النور في جنب مدحه *** قصور وليس الرجم بالغيب كالعلم
زعمت وما راجعت زعمي أنني *** على مدحه أقوى فيا خيبة الزعم
تفوت يَدَ الأفكار شُمُّ صفاته *** ودون أدانيها يفلُّ شَبا الفهم
معان ترى الألفاظ عنها قواصرا *** فلا النظم يُدنيها ولا ما سوى النظم
فيم المديح إن تسداه عابر *** رماه بعبر اليم موج من اليم
عُبابٌ ترى البُوصِيَّ مُلقًى بعبره *** وملاحه لم يألُه أُهبة الحزم
بنور البها في اللوح غُرُّ صفاته *** رُقِمن فيا واهًا ويا حُسنما رقم
وفي الذكر آيٌ بالثناء تتابعت *** على كُره من عادى المهيمن بالرغم
وثَم إشاراتٌ إليه لطيفة *** وحسبك ما قد جاء في سورة النجم
وكل كريم منقض شكم مدحه *** وأمداح سر الكون دائمة الشكم
فلله حزب فاز منه برؤية *** لوجه مليح في الملاحم والسلم
بها نال ما دون النبوة من هدى *** وعلم ومن سر مصون ومن حكم
فسائل خُبيبًا إن جهلت وجابرا *** وسائل أبا ذر و سائل أبا رُهم
وسائل ضماما والطفيل وعاصما *** وضيف أبي بكر وواردة الصرم
فقد عاينوا منه عجائب جمة *** تزيد على الأمواج في الكُثر والعُظم
وسنَّ لهم بيضاء كالصبح سهلة *** تفوح برَيَّا العفو والجود والحلم
بيمناه مفتاح الخزائن قاسما *** خزائن رُحمى ربه أعدل القسم
لئن فاتني عين الحبيب لفي الحشا *** من الحب أشواق حززن إلى العظم
فلو طار لي في السهم موطئ نعله *** وجل وأيم الله ما طار في السهم
فألثمه وما أود لو أن لي *** هُنيْدة من كُومِ الهِجان بذا اللثم
نبيٌ رآه الله أهلا لسره *** فخُصِّصَ بالإسراء بالروح والجسم
أراه أمورا في سُراه جليلة *** من الغيب لم تخطر على العقل والوهم
فصحح منه البدء والختم ربُه *** فيا حسنما بدء ويا حسنما ختم
عليه من الله السلامان ما اشتفى *** بأمداحه الحُسنى سقيم من السقم
وما لاح برق الفوز بالغُنم والمُنى *** لمثن عليه بعد يأس من الغُنم
براعة بدء الكون سر افتتاحه *** وميلاده حسن البراعة في الختم.

والثانية قوله في الإستسقاء والدعاء والإلتجاء إلى الله تعالى:
ﻳﺄﺱُ ﺭﺍﺝٍ ﺗﺴﻮﺀُ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻈﻨﻮﻥُ *** ﺑﻨﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺟﻨﻮﻥ
ﺃﻗﻨﻮﻃﺎً ﻭﻟﻠﻤﻬﻴﻤﻦ ﺭﺣﻤﻰ *** ﻓﻴﻀﻬﺎ ﻣﺎ إﻥ ﻳﻌﺘﺮﻳﻪ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ
ﺃﻡ ﻣﻼﻻ ﻣﻦ ﺳﺆﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻮﻓﻚ ﻋﻦ ﺳﺆﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻬﻮﻥ
ﺃﻡ ﺭﻛﻮﻧﺎ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﺃﺇﻟﻰ ﻻ ﺷﻲﺀَ ﻳﻠﻔﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻴﺐ ﺍﻟﺮﻛﻮﻥ
ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ﻳﺒﺪﻱ ﺷﺆﻭﻧﺎ ﻭلكن *** ﻻ ﺗﺆﻭﺩ الإله ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ
ﺟﻞ ﻭﺟﻪ ﺍلإله ﻭﺟﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺟﻞ ﻭﻋﺰّ ﺍﺳﻤﻪُ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﺼﻮﻥ
ﺫﻭ ﺟﻼﻝ ﻭﻋﺰﺓ ﻭﺑﻬﺎﺀ *** ﻭﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﻳﺒﺪﻳﻪ ﻛﺎﻑٌ ﻭﻧﻮﻥ
ﻏﻴﺮ ﻣﻐﺒﻮﻥٍ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﻩ ﻭلكن *** ﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻐﺒﻮﻥ
إنما ﺃﻣﺮﻩ ﻟﺸﻲﺀ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ *** ﺷﺎﺀﻩ أﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﻦ ﻓﻴﻜﻮﻥ
ﻛﻴﻒ ﻳﺪﺟﻮ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﺸﺠﻮﻥ ﻭﺑﺎﻟله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺟﻞ ﺗﺠﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﻮﻥ
ﺃﻳﻌﺰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻦ ﺩﻓﻊ ﺩﻳﻮﻥ *** ﻭﺑﻤَﻦّ ﺍﻻﻟﻪ ﺗﻘﻀﻰ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ
ﻻ ﻳﻬﻮﻟﻨﻚ ﻣﺎ ﺗﺮى ﻣﻦ ﺣﻘﻮﻕ ﻓﺒﻘﺪﺭ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﻌﻮﻥ
ﺭﺏ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤُﻦُّ ﺑﻤﺎ ﺗقصر ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻮﻣﻨﺎ ﻭﺍﻟﻈﻨﻮن
ﺭﺏ ﺃﻣﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﻮﻑ ﻭﺧﻔﻒ *** ﻏﻤﺮﺍﺕ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻬﻦ ﺍﻟﻤﻨﻮﻥ
ﺭﺏ ﺣﻄﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﺍﺓ ﻭﺻﻨّﺎ *** ﻓﻲ ﺻﻮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻨﻬﻢ ﺗﺼﻮﻥ
ﺭﺏ ﻭﺍﺭﺣﻢ ﻭﺍﻏﻔﺮ مآثم ﻣﻨّﺎ *** ﻗﺪ ﺟناﻫﺎ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺼﺒﺎ ﻭﺍﻟﻤﺠﻮﻥ
ﺭﺏ ﻭﺍﺳﻖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺟﻮﻧﺎ ﻫﺘﻮﻧﺎً *** ﻣﻦ ﻣﺪﺍﻟﻴﺢ ﺻﻮﺑﻬﻦ ﻫﺘﻮﻥ
ﺗنعم ﺍﻟﺒﻴﺪ ﻣﻨﻪ ﻇﻬﺮﺍ ﻭﺑﻄﻨﺎ *** ﻓﺘﺤﻠّﻰﻇﻬﻮﺭُﻫﺎ ﻭﺍﻟﺒﻄﻮﻥ
ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﻮﻕ ﺇﻟﻴﻪ *** ﻋﺮﻓﺎﺕٌ ﻭﺯﻣﺰَﻡٌ ﻭﺍﻟﺤﺠﻮ
خير بر ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻋﺎﻣﺖ *** ﺳﻬﻮﺓ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻋﻴﻬﻢٌ ﺯﻳﺰَﻓﻮﻥ
ﺫﺍﻙ ﻣﻦ ﻻ ﺃﺯﺍﻝ ﺷﻮﻗﺎ ﺇﻟﻴﻪ *** ﺫﺍ ﺻﺒﺎﺑﺎﺕ ﺳﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ
ﺧﺎﻣﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﻩ ﺃﻣﻮﺭٌ *** ﻗﺼﺮﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺍﻟﺰﺭﺟﻮﻥ
ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ *** ﻣﺎ ﺗﺜﻨّﺖ ﻏِﺐّ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻐﺼﻮن.

شاهد أيضاً

ندوة تحت عنوان “نصرة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم”

نظم المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يرأسه الشريف الإمام الشيخ …