الجمعة , 29 مارس 2024

الدرس السادس والأربعون | ألفية ابن مالك مع احمرار المختار ابن بونَ الجكني

إعداد الأستاذ محمد عالى بن امدimages

الله المستعان
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
وبعضهم أعرب مطلقا وفي = ذا الحذف أيا غير أي يقتفي
يعني أن بعض العرب أعرب أيا مطلقا أي وإن أضيفت وحذف صدر صلتها فيقول: يعجبني أيهم قائم، ورأيت أيهم قائم، ومررت بأيهم قائم، وقد قرئ: {ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد} بالنصب وروى: فسلم على أيهم أفضل، بالجر .
وأشار بقوله وفي ذا الحذف إلى آخره إلى المواضع التي يحذف فيها العائد على الموصول، وهو إما أن يكون مرفوعا أو غيره فإن كان مرفوعا لم يحذف إلا إذا كان مبتدأ وخبره مفرد نحو: (وهو الذي في السماء إله) وأيهم أشد فلا تقول: جاءني اللذان قام ولا اللذان ضرب لرفع الأول بالفاعلية والثاني بالنيابة بل يقال قاما وضربا، وأما المبتدأ فيحذف مع أي وإن لم تطل الصلة كما تقدم من قولك يعجبني أيهم قائم ونحوه.
ولما ذكر ابن مالك أي الموصولة استطرد ابن بونَ هنا أقسام أي الأخرى قال:
شرطا أو استفهاما أي تقعا== وصفة وقُلْ بأن لا تقعا
نكرة توصف والأخير == بالحذف في استفهامها جدير
فأفاد أن أيا تقع شرطية نحو قوله تعالى: أيما الأجلين قضيت،
وتقع استفهامية نحو قوله تعالى: { أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا}
وتقع صفة حالا إذا وقعت بعد المعرفة كقوله:
فأومأت إيماء خفيا لحبتر .:. فلله عينا حبتر أيما فتى
أو نعتا لنكرة مذكورة غالبا كقوله:
دعوت امرأ أي امرئ فأجابني .:. فكنت وإياه ملاذا وموئلا
أو نعتا لنكرة مقدرة من غير الغالب:
إذا حارب الحجاج أي منافق == علاه بسيف كلما هُزَّ يَقطَعُ
وتلزم الإضافة لفظا في هذين الوجهين إلى منكر،
قوله: وقُلْ بأن لا تقعا نكرة توصف إلخ يعني أن أيا نفسها لا تقع نكرة موصوفة فلا يقال مررت بأيٍّ كريمٍ خلافا للأخفش في إجازته قياسا على من وما،
قوله: والأخير بالحذف في استفهامها جدير يشير إلى أن الياء الأخير من يائي أيٍّ تحذف في الإستفهام وذلك كقول الشاعر:
تنظرت نصرا والسماكين أيْهُمَا .:. علي من الغيث استهلت مواطره.

طرر الأبيات:
{وبعضهم} وهو الخليل ويونس والأخفش والزجاج {أعرب مطلقا} كما رويت الآية بالنصب والبيت بالجر، والآية عندهم في قراءة الرفع مؤولة. {وفي ذا الحذف} وهو حذف العائد المرفوع إذا كان مبتدأ غير معطوف ولا معطوف عليه على الأصح. {غيرُ أي} من الموصلات {يقتفي أيا }

{شرطا} نحو ]أيما الأجلين قضيت[ {أو استفهاما} نحو ]أيكم يأتيني بعرشها[ {أي وقعا، وصفة} وهي الواقعة حالا بعد المعرفة كقوله:
فأومأت إيماء خفيا لحبتر= فلله عينا حبتر أيما فتى
أو نعتا لنكرة مذكورة غالبا كقوله:
دعوت امرأ أي امرئ فأجابني= فكنت وإياه ملاذا وموئلا
ومن غير الغالب
إذا حارب الحجاج أي منافق = علاه بسيف كلما هُزَّ يَقطَعُ
وتلزم الإضافة لفظا في هذين الوجهين إلى منكر. {وقل بأن لا تقعا نكرة توصف} خلافا للأخفش في إجازته مررت بأيٍّ كريمٍ قياسا على من وما. {و} الياء {الأخير} من يائيها {بالحذف في استفهامها جدير} كقوله:
تَنظَّرتُ نَصْرًا والسماكين أيْهُمَا= علي من الغيث استهلت مواطره

شاهد أيضاً

الدرس الحادي والخمسون | ألفية ابن مالك مع احمرار المختار بن بونا الجكني.

الدرس الحادي والخمسون من سلسلة دروس ألفية ابن مالك مع احمرار المختار بن بونا الجكني. …