الخميس , 5 ديسمبر 2024

الدرس الخامس | مختصر الشيخ خليل.

بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على نبيه الكريم

مختصر الشيخ خليل

درسنا اليوم هو الدرس الخامس من : سلسلة دروس مختصر الشيخ خليل.

ترجمة الطهارة:
بــاب : الباب لغة: فرجة في ساتر يتوصل بها من داخل إلى خارج ، وبالعكس ، حقيقي في المباني كباب الدار ، مجازي في المعاني كباب الطهارة ، فإنه يتوصل به من ظلمة الجهل إلى نور العلم ، وبالعكس على جهة السلب، كما وقع لبلعام ابن باعوراء ، وهو رجل من بني إسرائيل، كان مجاب الدعوة ، عنده الاسم الأعظم، فلما دعا على موسى عليه السلام سلب من ذلك، واندلع لسانه ، نسأل الله العافية.
ويقال الباب أيضا لما تسد به الفرجة، قال:
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته==ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

واصطلاحا: اسم لطائفة من مسائل العلم متحدةٍ في فن ، أو متقاربةٍ فيه ،كباب البيع فإنه يشمل ما ليس كذلك ، مفصلةٍ بالفصول غالبا ، ومن غير الغالب باب المباح .
والكتاب : يفصل بالأبواب والفصول ، والباب : يفصل بالفصول . والحكمة : في ذالك تنشيط المتعلم ليُسرَّ بالإبتداء و الإختتام ،-و لذلك كان القرآن الكريم سورا والله أعلم-. وليسهل تناول المسائل.
ومن عادات المصنف حذفُ المترجم له اختصارا ، كما هنا فالمترجم له الطهارة ، دل على ذلك ما بعده .
وهي لغة: النظافة والنزاهة ، فالأول من الأوساخ الحسية ، والثاني من الذنوب المعنوية ، وبهما فسر قوله تعالى : ((وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ))المدثر4. فإن أريد بالثياب القلب فالمراد الثاني، وإن أريد بها الملبوس فالمراد الأول.
واصطلاحا : حدها ابن عرفة بقوله : ((صفة حكمية توجب لموصوفها جواز استباحة الصلاة به أو فيه أو له ، فالأولان من خبث والأخيرة من حدث)), واعتُرض عليه لأنه لم يشمل غسلَ الذمية من الحيض لوطء زوجها المسلم ، وغسلَ الميت ، والأوضئة المستحبة ، وفي قوله : توجب …إلخ قلت : فصوابه تثبت لموصوفها استباحة الصلاة به أو فيه أو له أو عليه أو للوطء غالبا، ومن غير الغالب الأوضئة المستحبة. وأُجيب عن الإعتراض بأنه يشمل الميت ، ووطء الذمية الحائض ، لولا المانع ، وبأن الإستباحة بمعنى الإقدام ، يقال فلان يستبيح الأمور أي يقدم عليها ، قال قُريط بن أُذينة -من بني العنبر-:

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي = بنو اللّقيطة من ذهل بن شيبانا

إذاً لقام لنصري معشر خشنٌ = عند الحفيظة إن ذو لوثةٍ لانا
قوم إذا الشرّ أبدى ناجذيه لهم = طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم = في النائبات على ما قال برهانا
لكنّ قومي وإن كانوا ذوو حسب = ليسوا من الشرّ في شيء وإنا هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرةً = ومن إساءة أهل السوء إحسانا
كأنّ ربّك لم يخلق لخشيته = سواهم من جميع الناس إنسانا
فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا = شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا

وتقابل الطهارةَ النجاسةُ وهي : صفة حكمية توجب لموصوفها منع الصلاة به أو فيه .

وسكت ابن عرفة عن الطهورية، وهي : صفة حكمية توجب لموصوفها كونه بحيث يصير المزال به نجاستُه طاهرًا ، ولا يوصف بها إلا الماء، وأما التطهير فهو : إزالة الخبث ، ورفع مانع الصلاة. وأما الطُّهارة بالضم فهي : ما تساقط من أعضاء المتطهر ، وأما الطِّهارة بالكسر فهي ما أضيف إلى الماء من غاسول ونحوه،

 وكتب الفقير إلى الله الغني به ، عبد الله بن أحمد بن الب ، كان الله في عونهم .

المصدر : تدريس شيخنا العلامة الشيخ بن حَمَّ -حفظه الله ورعاه-.

شاهد أيضاً

الدرس الثاني والستون | مختصر الشيخ خليل

الدرس الثاني والستون من سلسلة دروس مختصر الشيخ خليل.   وَأُمِرَ صَبِيٌّ بِهَا لِسَبْعٍ وَضُرِبَ …

تعليق واحد

  1. السلام عليکم جزاکم الله خيرا آمين