درسنا اليوم هو الدرس الثامن :من سلسلة دروس لامية الأفعال مع إحمرار الحسن ابن زين
إعداد الأستاذ : عبد الله بن محمدن بن أحمدُّ
الله المستعان ما شاء الله لا قوة إلا بالله
ذكرنا في الدرس الماضي أن النادر من فعَل المضعف المعدى واللازم قسمان, قسم فيه الوجهان, القياس والشذوذ وقسم ليس فيه إلا الشذوذ فقط .
وبدأ بما فيه الشذوذ وحده من المضعف المعدى وهو فعل واحد عناه بقوله
فذو التعدي بكسر حبه ……….الخ
فهنا جاء مضارعه بالكسرفقط شذوذا في فعل واحد وهو: حبه يحبه بفتح الياء وكسر الحاء، و به قُرئ شاذا {يَحْبِبْكم الله}وفيه لغة كأحب أي بضم عين المضارع, وباللغتين ورد قول الشاعر وهو عيلان ابن شجاع النهشلي
أحب أبا مروان من أجل تمره … واعلم أن الرفق بالمرء أرفقُ
و والله لولا تمره ما حببته … ولا كان أدنى من عبيد ومشرقِ
وهذه الرواية بالإقواء في رواية اخرى مكان الشطر الأخير:
(وكان عياض منه ادنى ومشرق).
ثم ذكر ما فيه الوجهان: الضم وهو القياس ، والكسر وهو الشاذ منه أي المضعف المعدى و أشار إليه بقوله
وع ذا = وجهين هر وشد عله عللا
وهي تسعة أفعال ذكر ابن مالك خمسة منها وأدخل الحضرمي بقيتها بين بيتي ابن مالك قال في الطرة ممزوجة ببعض التعليقات والتوضيحات هره كرهه، قال:
حلفنا لهم والخيل تردي بنا مَعًا … نُزايـِلكُمْ حتى تهرُّوا العواليا
لا هرَ الكلب فلازمٌ.وهرير الكلب صوته دون نباحه من قلة الصبر على البرد وهو أصل هره التي بمعنى كرهه.
و شده: أوثقه، لا شده التي بمعنى اشتد فلازم، ولا التي بمعنى عدا فسيأتي.
عله عللا وعلا: سقاه بعد نهل، لا علت الأرض: كثر ماؤها فهي عالة؛ فلازم.ثم قال الحضرمي
ومثل هرَّ ينثُّ شجَه وكذا = ك أضَّه رمَّه أي اصلح العملا
أي ان هر المتقدمة مثلها في الحكم وهو الوجهان الضم والكسر, نث ومابعدها …..الخ .
قال في طرة البيت : ينث السر نثـًّا: يُفشيه، قال:
إذا جاوز الإثنين سر فإنه … بنث وإفشاء الوشاة قمين
شجه: جرحه في الوجه أو الرأس. وكذاك أضه إلى كذا: ألجأه، والإضاض: – بالكسر – الملجأ . رمَّه يرِمه ويرُمه رما ومرمة: أيْ أصلح العمل: أي عمله ويزاد صرَّه ويصرُّه ويصِره وقرا ابن عباس (فصُرْهن إليك) بالكسر والضم مع شد الراء المفتوحة فيهما,وهشَّ الشجرَ خبطه هشه يهشه وشم المسك
وبتَّ قطعا ونمَّ وبتـه: قطعه قطعا، لا بت الحبلُ بمعنى انبت، فلازم. ونم الحديثَ: حمله وأفشاه، نما فهو نمام ونموم ومِنَم – كمِجَن – ونَمٌّ،
قال: ونم عليك الكاشحون وقبلهم … عليك الهوى قد نم لو ينفع النم
والنميمة الاسم وفي الحضرمي ان الذي في الصحاح الذي سهل الوجهين في هذ النوع هو لزومه مرة وتعديه اخرى.
ثم بدأ في المضعف اللازم وذكر الشاذ منه وهو ستة وأربعون ذكر ابن مالك منها ثمانية وعشرين والباقي ذكره الحضرمي
…………واضممنَّ مع الــــلزوم في امرُرْ به وجلَّ مثل جلا
هبَّت وذرَّت وأجَّ كرَّ همَّ به = وعمَّ زمَّ وسحَّ ملَّ أي ذملا
و الَّ لمعاً وصرخًا شكَّ أبَّ وشدَّ = عدَّ شقَّ خشَّ غلَّ أي دخلا
وقشَّ قوم, عليه الليل جنَّ ورشَّ = المزن, طشَّ وثلَّ أصله ثللا
أي راث, طلَّ دم, خبَّ الحصان, ونب = ت كمَّ ونخلٌ عسَّت ناقة بفلا
قال في الطرة
واضممنَّ مع اللزوم في ستة وأربعين، فصلها الشيخان (يعني ابن مالك والحضرمي)؛ فذكر الناظم منها ثمانية وعشرين، أولها: امرر به وجل عن مكانه: ارتحل، مثل جلا عنه،ومنه قوله تعالى (فلولا أن كتب الله عليهم الجلاء )، لا جل قدره بمعنى عظم، فليس فيه الا الكسر وقد تقدم.
هبت الريح هبا وهبيبا وهبوبا، ومن نومه هبا: استيقظ، والسائر هبابًا: –بالكسر- أسرع، قال:
فلها هباب في الزمام كأنها … صهباءُ خف مع الجنوب جهامُها وذرت الشمس: فاض شعاعها، والذي في القاموس والصحاح : “ذر النبت والشمس: طلعا، والرجل شاب مقدم رأسه، يذر فيه –بالفتح- شاذ”.
وأج الظليم: أسرع، والنار والريح: سمع دويُّهما.وأج الماء إذا صار مالحا كر عنه: رجع، وعليه: عطف، كرا و كرورا وتكرارًا فهو كرار ومِكَرٌّ. هم به: اهتم احترازا من همَّ إذا دبّ ومن هم الشحمَ إذا أذابه فعلى القياس
وعم النبت: طال، عمما، ومنه نخلة عميمة، ج: عُمٌّ. زم بأنفه: تكبر وأما زم البعير فمعدى، وزم متاعه إذا شده، ولا زم العصفور إذا صوَّت فعلى الاصل وسح المطر: نزل بكثرة، ويتعدى، قال:امرؤ القيس
وأضحى يسح الماء عن كل فيقة… يكب على الأذقان دوحَ الكنهبل
وقال: وأضحى يسح الماء عن كل فيقة … يحوز الضباب في صفاصف بيض
مل أي ذملا بمعنى أسرع كامتلَّ وتملل، لا ملَ الخبزة فمعدى، ولا مله مللا؛ فقد تقدم. وأل السيف: لمع، والعليل: صرخ؛ ولذا قال: لمعا وصرخا، والذي في ق: أن الَّ الصبي إذا صرخ بالكسر فقط, وألَّ التي بمعنى لمع بوجهين، فخالف في أمرين
شك في الأمر,ارتاب، لا شك الفريصة أنفذها فمُعدًّى. أبَّ: الرجل يؤب أبا وأباباً تهيأ للسفر، ق: بوجهين. وشد شدا، قال:
إذا نازعته الشدَّ جدَّ وإن ونت … تساقط لا وان ولا متخاذل
أي عَدَا لا بمعنى أوثق واشتد فقد تقدما. شق عليه الأمرُ شَقا – ويكسر- ومشقة، أو بالفتح المصدر وبالكسر الاسم.
خش فيه، و غل فيه: أي دخل؛ تفسير لهما. (وفي بعض نسخ الطرة زيادة: لا غل المتاع غلولا: سرقه، فمعدى).
وقش قوم قشوشا: حسنت حالهم بعد بؤس، وفلان: أكل من هاهنا وهاهنا. عليه الليل جن: أظلم.
ورشَّ المزن: أمطر ضعيفا، كأرش. طش: أمطر خفيفا، ق: بوجهين. وثل أصله ثللا أي راث، لا ثل التراب: صبَّه، فمعدى. طل دم: بطل،ولم يثأر به والأكثر بناؤه للمفعول، فهو مطلول. خب الحصان اسرع والحصان ككتاب الفرس الذكر, أو الكريم المضنون, جمعه ككتب ونبْت: طال بسرعة، لا بمعنى خدع، فقد تقدم. كمَّ نخلٌ: خرجت أكمامه، جمع كِمٍّ؛ بالكسر: وعاء الطلع، وبالضم: مدخل اليد، والذي في ق: أكم قميصه: جعل له كمين، والنخلة: أخرجت أكمامها . وعست ناقة بِخَلا: أي رعت وحدها بموضع خال وقصر(خلا)هنا للضرورة ,ويجوز أن يريدَ بالخلا الرطبَ من الحشيش ,وهو مقصور وعليه فالباء بمعنى من
وبقي عليه من هذ القسم ثمانية عشر فعلا ذكرها الحضرمي سنتعرض لها في درسنا القادم إن شاء الله تعالى
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلمٍ
.