بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
أخوتي الكرام نواصل معكم القراءة في قصيدة الدالية وهي مديحية للعلامة محمذن بن علي الأبهمي الديماني ، تقارب أبياتها الأربعمائة.
ونكتفي اليوم بثلاثين بيتا منها، ابتداء من البيت رقم 207,
207.تَقَسَّمُ أَفْكَارِي الْهُمُومُ كَأَنَّنِي==قَدَ أَصْبَحْتُ مَعْنِياً بِمَا قَالَ ذُو الْوَجْـــدِ:
208.أَفيِ حَلَبٍ جِسْمِي وَقَلْبِي بِجِلِّـقٍ==وَصَحْبِي بِبَغْدَادٍ وَأَهْلِي بِإِسْـعِــــــــــــــــــــرْدِ
209.وَآَيُكَ جَمٌّ أَعْجَزَ الْجَمَّ عَدُّهَا==وَلاَ يَنْزِحُ اليَمُّ الخِضَمُّ عَلَى المَدِّ
210.وَأَكْثَرُهَا مَا فيِ المَحَافِلِ قَدْ جَرَى==وَمُجْتَمَعِ الأَمْلاَءِ خَوْفاً مِنَ الْجَحْـــــدِ
211.أَتَتْنَا بِهَا عَنْكُمْ مَسَانِدُ جَمَّــــــــــــــةٌ== فَأَدَّتْ صَمِيمَ الْحَقِّ مِنْ مُعْظَمِ الْقَصْدِ
212.تَضَاغَتْ بِهَا أَكْوَارُ نُجْبٍ عَرَامِسٍ==عَلَيْهِنَّ أَثْبَاتٌ ـ تَغَالَيْنَ فيِ الْوَخْــــــدِ
213.فَكَانَتْ كَمِثْلِ الشَّمْسِ رَابِعَةَ الضُّحَــى== أَضَاءَتْ لَهَا الأَقْطَارُ غَوْراً إِلَى نَجْدِ
214.وَأَلْوَتْ بِدِينِ الشِّرْكِ وَالسَّيْفُ رِدْؤُهَا ==وَبِالْوَصْلِ وَالتَّسْيِيبِ وَالْبَحْرِ وَالْوَأْدِ
215.وَبِاللاَّتِ وَالْعُزَّى وَنَسْرٍ وَبَاجَـــــــــــــــرٍ ==وَمَا كَانَ يُدْعَى مِنْ ضِمَارٍ وَمِـنْ وُدِّ
216.فَذَلَّتْ رِقَابُ الشُّوسِ وَالحَرْبُ لاَقِحٌ==وَرِفْدُكَ لَمَّا أَسْلَمُوا أَعْظَمُ الرِّفْـــــدِ
217.لَئِنْ كَانَ أَهْلُ العَصْرِ يَوْماً تَنَافَسُوا == سُلُوكَ طَرِيقِ القَوْمِ فيِ الأَخْذِ للعَهْدِ
218.فَحُبُّكَ حَالِي وَالمَقَـــامُ وَوَارِدِي== وَفَرْقِي وَجَمْعِي لاَ بِشَيْــــــخٍ وَلاَ وِرْدِ
219.وَمُذْ كَانَ فِكْرِي مُولَعاً بِامْتِدَاحِهِ == لُبَابَ نُضَارِ السِّرِّ مِنْ شَيْبَةَ الْحَمْــدِ
220.تَيَقَّنْتُ أَنِّي سَوْفَ تَصْفُو مَشَارِبِــــي==عَلَى رَغْمِ نَفْسِي عَنْ قَرِيبٍ بِلاَ كَدِّ
221.وَمُنْذُ مَعَانِي الشِّعْرِ أَمْسَتْ وَشَائِعاً ==تُرَدِّمُهَا الأَفْكَارُ مِنْ حُلَّـــــــــــةٍ جَـــرْدِ
222.أَغَرْتُ عَلَى بَيْتَيْ حَبِيبٍ مُحَـــــاوِلا ==لِجَعْلِهِمَا فيِ ضِئْضِئِ الخِيرِ وَالمَجْدِ
223.سَأَحْمَدُ طَـــــهَ مَا حَيِيتُ وَإِنَّنِـــي==لَأَعْلَمُ أَنْ قَدْ جَلَّ طَهَ عَنِ الْحَمْدِ
224.تَجَلَّى بِهِ رُشْدِي وَأَثْرَتْ بِهِ يَدِي== وَفَاضَ بِهِ ثَمْدِي وَأَوْرَى بِهِ زَنْـــدِي
225.لَكَ الصَّحْبُ قَدْ زَادُوا عَلَى النَّاسِ بِالتُّقَى ==وَقَدْ قُلْتَ فِيهِمْ كَالنُّجُومِ الَّتِي تَهْدِي
226.لَهُمْ مَجْلِسٌ يَزْدَانُ بِالْحِلْمِ أَهْلُــــــــــــــهُ ==إِذَا اجْتَمَعَتْ فِيهِ المَقَامَةُ بِالْوَفْدِ
227.فَلاَ فَلْتَةٌ تُنْثَى وَلاَ السِّرُّ شَائِـعٌ==وَلاَ خَلَّــــةٌ إِلاَّ تُعَاجَــــلُ بِالسَّـــدِّ
228.أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ يَتْلُونَ آَيَــــــهُ==لَهُمْ فيِ غِمَارَ المَوْتِ هَمْهَمَةُ الأُسْــدِ
229.بَأَيْدِيهم بِيضٌ مَوَاضٍ غُرُوبُهَا==تَصُولُ عَلَى الأَقْرَانِ بِالقَطِّ وَالقَدِّ
230.وَكَمْ مَوْطِنٍ نَالُوا الرِّضَى فِيهِ كَالَّــــذِي==بِبَدْرٍ وَبِالرِّضْوَانِ وَالسَّفْحِ مِنْ أُحْدِ
231.وَكَمْ بَذَلُوا مِنْ مُنْفِسٍ فيِ سَبِــيلِهِ==وَمِنْ مَائِرٍ تَضْرِي العَوَاصِي بِـهِ وَرْدِ
232.وَمِنْ حَمْلَةِ شَقَّ الصُّفُوفَ بِهَا فَتًى==أَغَرُّ كَرِيمُ النّجْرِ ذُو تُدْرَإٍ مُؤْدِ
233.وَكَمْ مِنْ عَزِيزٍ غَادَرُوا بَعْدَ نَخْوَةٍ==وَأُبَّهَةٍ عُظْمَى أَذَلَّ مِنَ الْفَـــهْــدِ
234.هُوَ اللَّيْثُ فيِ الْهَيْجَاءِ يَحْمِي عَرِينَهُ==إِذَا كَعَّ عَنْهَا كُلُّ مُسْتَبْسِلٍ جَلْدِ
235.وَجَأْوَاءَ كَالرَّجَّافِ يَزْخَرُ مَوْجُهَا==بِبِيضِ المَوَاضِي وَالمُسَوَّمَةِ الجُـــــــــرْدِ
236.وَكُلِّ نَجِيدٍ طَابَ نَفْساً بِنَفْسِــــهِ==إِذَا القِرْنُ نَفْساً طَابَ بِالجِدِّ وَالحَـدِّ