بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على نبيه الكريم
درسنا اليوم هو الدرس التاسع عشر من : سلسلة دروس كتاب المرشد المعين على الضروري من علوم الدين للعلامة عبد الواحد ابن عاشر رحمه الله تعالى.
تَطْوِيلُهُ صُبْحاً وَظُهْـراً سُـورَتَـيْـنْ ==تَـوَسُّطُ الْعِشَـا وَقَصْـرُ الْبَاقِيَيْـنْ
كَالسُّـورَةِ الأُخْرَى،كَذَا الْوُسْطَى ،اسْتُحِبْ ==سَبْـقُ يَدٍ وَضْعًـا وَفِي الرَّفْعِ الرُّكَبْ
شرع الناظم في ذكر بقية المندوبات ، فذكر أن المندوب الثامن عشر هو : تطويل السورتين في الركعة الأولى والثانية من صلاة الصبح والظهر أي يقرأ فى كل ركعة منهما بسورة من طوال المفصل ، وتوسطهما فى الركعتين الأوليين من صلاة العشاء وقصرهما فى الركعتين الأوليين من باقي الصلوات وهما : العصر والمغرب .
والمفصل : هو ما كثر فيه الفصل بالبسملة ، وأوله الحجرات إلى آخر القرآن على ما اختاره بعضهم ، وطواله من الحجرات إلى عبس ، ومتوسطه من عبس إلى الضحى ، وقصاره من الضحى إلى آخر القرآن.
قال بعضهم :
أطول سورة من المفصل .:. الحجرات لعبس وهو الجلي
ومن عبس لسورة الضحى وسط .:. وما بقي قصاره بلا شطط
تذييل :
وسورة الضحى من القصار .:. ذكر ذاك هاتك الأستار .
التاسع عشر : تقصير سورة الركعة الثانية عن سورة الركعة الأولى من كل الصلوات .
العشرون : تقصير الجلسة الوسطى .
(فائدة) قال فى التوضيح : يكره الدعاء فى خمسة مواضع باتفاق ، أولها : فى أثناء الفاتحة لأنها ركن فلا تقطع لغيره ، ثانيها بعد الفاتحة وقبل السورة فلا يشتغل عن السنة بما ليس بسنة ، ثالثها فى أثناء السورة ، رابعها بعد الجلوس وقبل التشهد ، خامسها بعد سلام الإمام وقبل سلام المأموم ، واختلف في أربعة مواضع ، بعد تكبيرة الاحرام وقبل القراءة والمشهور الكراهة ، وفي الركوع والمعروف الكراهة أيضا ، وفي التشهد الأول والظاهر الكراهة لأن السنة فى التقصير والدعاء يطوله، الرابع بين السجدتين والصحيح الجواز ، وماعدا هذه المواضع يجوز الدعاء فيه اتفاقا كالسجود وبعد القراءة وقبل الركوع والرفع من الركوع والتشهد الأخير اهـ باختصار.
الواحد والعشرون: تقديم اليدين قبل الركبتين في الهوي إلى السجود ، وتأخيرهما عن ركبتيه في قيامه .
(تنبيه) بقي على الناظم استحباب الذكر عقب الصلوات ، قال القلشانى في شرح الرسالة: وروى عنه صلى الله عليه وسلم « أنه كان إذا صلى قال: أستغفر الله استغفر الله استغفر الله ، اللهم أنت السلام ومنك السلام واليك يعود السلام حينا ربنا بالسلام تباركت وتعاليت ياذا الجلال والإكرام ، لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير ، اللهم لامانع لما أعطيت ولامعطي لما منعت ولاينفع ذا الجد منك الجد» وروى مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال «قال رسول الله من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة أدخله الله الجنة» ، ويستحب الذكر المعروف بـ”تسبيح الصلاة” وهو : سبحان الله ثلاثا وثلاثين ، والحمد الله كذلك ، و الله أكبر كذلك ، ويختم المائة ب : لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
ثم قال –رحمه الله- :
وَكَـرِهُــوا بَسْمَـلَـةً تَـعَـوُّذَا ==فِي الْفَرْضِ، وَالسُّجُودَ فِي الثَّوْبِ كَذَا
كَــوْرُ عِمَـامَـةٍ وَبَعْضُ كُـمِّـهِ ==وَحَـمْـلُ شَـيْءٍ فِيـهِ أَوْ في فُمِّـهِ
قِـرَاءَ ةٌ لَـدَى السُّجُــودِ وَالرُّكُوعْ ==تَفَكُّرُ الْقَلْبِ بِـمَا نَافَـى الْـخُشُوعْ
وَعَـبَـثٌ وَالاِلْتِـفَـاتُ وَالـدُّعَـا ==أَثْنَـا قِــرَاءَةٍ كَـذَا إِنْ رَكَـعَـا
تَشْبِيـكُ أَوْ فَـرْقَـعَـةُ الأَصَـابِـعْ ==تَـخَصُّـرٌ تَغْمِيـضُ عَيْـنٍ تَـابِعْ
لما فرغ من تعداد الفرائض والسنن والفضائل شرع في المكروهات
فأولها والثاني البسملة والتعوذ في الصلاة الفريضة دون النافلة فلا بأس بالبسملة والتعوذ فيها .
الثالث : السجود على الثوب ففي النظم«في» بمعنى «على» على حد {ولأصلبنكم في جذوع النخل}
الرابع : السجود على كور العمامة .
الخامس: السجود على طرف الكم .
السادس والسابع : حمل شيء في كمه أو في فمه، لاشتغاله عن الصلاة .
الثامن : القراءة فى الركوع والسجود في الصحيح : (نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا)
التاسع : تفكر القلب بما ينافي الخشوع من أمور الدنيا
العاشر : العبث أي اللعب بلحية أو غيرها . عياض : من مكروهات الصلاة العبث بأصابعه او بخاتمه أو بلحيته . وسمع ابن القاسم :لابأس أن يحول خاتمه فى أصابعه لعَدِّ ركعاته خوف السهو .
الحادى عشر : الالتفات في الصلاة لغير حاجة .
الثاني عشر : الدعاء أثناء القراءة أو الركوع .
الثالث عشر والرابع عشر : تشبيك الأصابع وفرقعتها فقوله : “تشبيك” بضمة واحدة لأنه مضاف فى التقدير إلى مثل ما أضيف له “فرقعة” .
الخامس عشر : التخصر وهو وضع اليد على الخاصرة لأنه من فعل اليهود .
السادس عشر : تغميض بصره ، وهذا إذا كان فتح عينيه لا يثير عليه تشويشا وإلا فالتغميض حسن،
وكان مصدر هذا التدريس : تدريس شيخنا العلامة الشيخ بن حَمَّ المفتي العام للمنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،جزاه الله عنا خيرا ، و الشرح الكبير للعلامة ميارة على هذا النظم .
وكتب العبد الفقير إلى ربه الغني به عبد الله بن أحمد بن الب ، كان الله في عونه و والديه ، ورحم الله عبدا قال آمين.